خطبة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام على منبر الكوفة تسمى اللؤلؤة
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
فقال فيما قال في آخرها : ألا وإني ظاعن عن قريب ومنطلق إلى المغيب ، فارتقبوا الفتنة الاموية ، والمملكة الكسروية وإماتة ما أحياه الله ، وإحياء ما أماته الله ، واتخذوا صوامعكم بيوتكم . وعضوا على مثل جمر الغضا ، واذكروا الله كثيرا فذكره أكبر لو كنتم تعلمون . ثم قال : وتبنى مدينة يقال لها الزوراء بين دجلة ودجيل والفرات ، فلو رأيتموها مشيدة بالجص والآجر ومزخرفة بالذهب والفضة واللازورد المستسقى والمرمر والرخام وأبواب العاج والآبنوس والخيم والقباب والستارات ، وقد عليت بالساج والعرعر والصنوبر والشب ، وشيدت بالقصور ، وتوالت عليها ملوك بني الشيصبان أربعة و عشرون ملكا على عدد سني الكديد ، فيهم السفاح والمقلاص والجموح والهذوع والمظفر والمؤنث والنزار والكبش والمهتور والعيار والمصطلم والمستصعب والعلام والرهباني والخليع والسيار والمترف والكديد والاكتب والمسرف والاكلب والوسيم والصيلام والعينوق ، وتعمل القبة الغبراء ذات القلاة الحمراء ، وفي عقبها قائم الحق يسفر عن وجهه بين أجنحة الاقاليم كالقمر المضئ بين الكواكب الدرية . ألا وإن لخروجه علامات عشرة ، أولها طلوع الكوكب ذي الذنب ، ويقارب من الحادي ، ويقع فيه هرج ومرج وشغب ، وتلك علامات الخصب ، ومن العلامة إلى العلامة عجب ، فإذا انقضت العلامات العشرة إذ ذاك يظهر منا القمر الازهر ، وتمت كلمة الاخلاص لله على التوحيد .
فقام إليه رجل يقال له عامر بن كثير فقال : يا أمير المؤمنين لقد أخبرتنا عن أئمة الكفر وخلفاء الباطل فأخبرنا عن أئمة الحق وألسنة الصدق بعدك ، قال : نعم إنه لعهد عهده إلي رسول الله صلى الله عليه وآله وإن هذا الامر يملكه اثنا عشر إماما تسعة من الحسين ولقد قال النبي صلى الله عليه وآله : لما عرج بي إلى السماء نظرت إلى ساق العرش فإذ مكتوب عليه " لا إله إلا الله محمد رسول الله أيدته بعلي ونصرته بعلي " ورأيت اثني عشر نورا فقلت : يا رب أنوار من هذه ؟ فنوديت : يا محمد هذه أنوار الائمة من ذريتك ، قلت : يا رسول الله أفلا تسميهم لي ؟ قال : نعم أنت الامام والخليفة بعدي ، تقضي ديني وتنجز عداتي ، و بعدك ابناك الحسن والحسين ، وبعد الحسين ابنه علي زين العابدين ، وبعد علي ابنه محمد يدعى بالباقر ، وبعد محمد ابنه جعفر يدعى بالصادق ، وبعد جعفر ابنه موسى يدعى بالكاظم وبعد موسى ابنه علي يدعى بالرضا ، وبعد علي ابنه محمد يدعى بالزكي ، وبعد محمد ابنه علي يدعى بالنقي ، وبعده ابنه الحسن يدعى بالامين ، والقائم من ولد الحسين سميي وأشبه الناس بي ، يملاها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما .. للخطبة بقية ، (البحار:36/355).
وهنا يشير الإمام أميرا لمؤمنين عليه السلام إلى الإمام المهدي عليه السلام ويصفه كالقمر المضيء بين الكواكب الدرية وان لخروجه عشر علامات أولها طلوع الكوكب ذو الذنب ثم تتوالى العلامات بعدها حتى ظهوره عليه السلام .
نسألكم الدعاء